مواقيت الصلاة
الفجر : 05:21
الشروق : 06:39
الظهر : 11:37
العصر : 14:16
المغرب : 16:54
العشاء : 17:49
منتصف الليل : 22:54
الإمساك : 05:12
X
X
الاعلان

عدم الإكتراث في العبادة

عدم الإكتراث في العبادة

عدم الإكتراث في العبادة

رُوِي عن أمير المؤمنين الإمام عليّ عليه السلام في بعض خطبه: "فما خُلِقتُ ليشغلني أكل الطيّبات كالبهيمة المربوطة همّها علفها، أو المرسلة شغلها تقمّمها، تكترش من أعلافها وتلهو عما يُراد بها..." ثم يكمل عليه السلام فيقول: "قُرّت إذًا عينه إذا اقتدى بعد السنين المتطاولة بالبهيمة الهاملة والسائمة المرعية"[1].

إذًا يصير الإنسان أشبه بالحيوان عندما يتحوّل الطعام والمأكل والملبس إلى أكبر همّه. وقد تطوّرت الحضارة المعاصرة، على المستوى التقنيّ والفنّيّ، واختراع الوسائل والآلات المتطوّرة، وسهّل ذلك الحياة، وجعلها أكثر راحة ورفاهًا، ولكن هل يؤمّن هذا التطوّر كلّه الكمال للإنسان؟! وهل ينحصر تكامل الإنسان في تكامل هذه الأبعاد من حياته؟! ولو كان الأمر بإشباع الحاجات المادّية والجسديّة للإنسان لكان الحيوان أكثر تقدّمًا وتطوّرًا لأنّه يحصل على جميع حاجاته وهو مربوط إلى معلفه، يُقدِّم له الإنسان ما يريد ويحصل على ما يشتهي دون جهدٍ أو تعبٍ... وفي الملبس لا يحتاج إلى خياطة، ولا إلى غسل أو تنظيف أو كيٍّ أو تبديل. أمّا في ما يتعلّق بالشهوة، فهو يُرضي نفسه من غير مشاكل ولا عناء... وعن السكن يمكن أن يُقال الأمر عينه فإنّ بعض الطيور تبني أعشاشها بطريقة تُدهش الإنسان نفسه.

لكن السؤال الهامّ: هل حقّق التطوّر التكنولوجيّ الرشد والكمال للإنسانية؟ هل انخفضت نسبة الفساد الفردي والاجتماعي؟ هل اقترنت هذه الراحة الجسديّة بالاطمئنان النفسيّ؟

الجواب عن هذه الأسئلة كلّها بالنفي، فإنّ الإنسان إذا لم يُسلّم قياده للقادة المعصومين لن يصل إلى ما يصبو إليه من غايات حقيقيّة. وما لم يتعلّق قلب الإنسان بمصدر الخير والاطمئنان أي الله تعالى، لن يكون له ما يريد.

ثبات مدار العبادة:
للكواكب والنجوم والأرض مدار ثابت في وقت واحد، فهي تتحرّك في ثابت على الرغم من تنوّع حركتها بين الحركة الموضعيّة والحركة الانتقاليّة. والعبادة بجميع صورها وأشكالها المختلفة تدور على مدار ثابت، ألا وهو رضا الله تعالى، حتى لو تغيّرت الظروف والأوضاع الزمانية والمكانية، والفردية والاجتماعية لنوع الحركة في هذا المدار. مثلاً: يُصلّي المسافر ركعتين بدلًا من أربع، والمرض قد يُغيّر شكل الصلاة، لكنّ الشكلين المذكورين أو غيرهما من الأشكال التي تأخذها هذه العبادة تُسمّى صلاة، وكلّها تدور في مدار ذكر الله سبحانه ورضاه والقيام بأوامره: ﴿وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي[2].

روحانيّة العبادة:
العبادة غذاء للرّوح، فكما أنّ أفضل الغذاء هو ما تنجذب إليه النفس ويحتاجه الجسد، فإنّ أفضل العبادة هي ما تنجذب إليه الروح، وهي العبادة المترافقة مع النشاط وحضور القلب، وكما أنّ المبالغة في الأكل أمر غير مرغوب، والمهمّ هو الغذاء النافع والمفيد، كذلك العبادة. لذلك، يقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لجابر بن عبد الله الأنصاري: "إنّ هذا الدِّين لمتين فأوغل فيه برفق، ولا تُبغِّض إلى نفسك عبادة الله"[3]. وفي حديث آخر يقول صلى الله عليه وآله وسلم: "أفضل الناس من عشق العبادة وعانقها"[4].


[1] الإمام عليّ عليه السلام، نهج البلاغة، شرح الشيخ محمد عبده، ج3، ص 75.
[2]  سورة طه: الآية 14.
[3] العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج 70، ص 253.
[4] بحار الأنوار، ج71، ص 218.

| 6216 قراءة

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد